«حلم قديم ورسالة سلام»..  تفاصيل زيارة البابا فرنسيس للعراق

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس

الكثير من الرسائل يحملها معه بابا الفاتيكان، البابا فرنسيس، في زيارته الأولى غدًا الجمعة، للعراق، ليس فقط لأنها المرة الأولى التي يزور فيها حبر أعظم بلاد الرافدين، لكن لأنها حلم قديم، ورسالة سلام ووحدة، وإصرار على العبور من المعناة إلى السلام، ومن المرض إلى العيش ومواصلة الحياة.

كتب البابا فرنسيس على حسابه بموقع تويتر، اليوم الخميس قائلا: "غدا سأتوجّه إلى العراق في رحلة حج لمدة ثلاثة أيام. لقد كنت أرغب منذ فترة طويلة في لقاء هذا الشعب الذين عانى كثيرًا. أسألكم أن ترافقوا هذه الزيارة الرسولية بالصلاة لكي تتم بأفضل طريقة ممكنة وتحمل الثمار المرجوة." 

 

 

وعلى الرغم من وجود عدد من التقارير الإعلامية التي تشير لأن الكثيرين داخل الفاتيكان لا يوافقون البابا على القيام بهذه الرحلة، إلا إنه كان مُصرًا عليها لأنه "لا يمكن خذل الناس مرتين" حسبما قال في رسالته، الأربعاء 3 مارس، مشيرًا لزيارة البابا الراحل يوحنا بولس التي كانت مقرره للعراق في عام 2000، لزيارة مسقط رأس النبي إبراهيم، في مدينة أور، إلا عن السلطات العراقية في ذلك الوقت قالت إنها لن تتمكن من تأمينها بسبب الحصار الذي كان مفروضًا على البلاد.

اقرأ أيضًا: «ألم وصلاة ومصالحة».. رسائل البابا فرنسيس للعراقيين قبل زيارته التاريخية 

كما تعتبر هذه الزيارة هي الأول للبابا فرنسيس منذ انتشار جائحة كورونا، ووفقًا لما نقلته عدد من التقارير فإن هذه الزيارة سببت نوعا من الانقسام داخل الفاتيكان الذي يرى في الزيارة مخاطرة كبيرة، وسط الازدياد الواضح في إصابات كورونا بالعراق التي أصيب فيها حتى الآن أكثر من 700 ألف شخص.

ولم يتحدث البابا عن المخاطر الأمنية بالعراق، الذي تعرض خلال الأيام السابقة لضربتين متتاليتين من القوات الأمريكية، أحدهما استهدفت أربيل والأخرى قاعدة عين الأسد الجوية في محافظة الأنبار.

من جانبه، أعلن العراق خلال الأيام الماضية استعداداته الأمنية وخططه لحماية البابا خلال زيارته التاريخية،وقال المتحدث باسم اللجنة المنظمة لزيارة البابا، أحمد الصحاف في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء العراقية (واع)، أن جميع الاستعدادات قد اكتملت، مشيرا إلى أن "الخطط الأمنية لزيارة البابا تشمل الأرض والجو وجميعها على أفضل وجه".

وأضاف الصحاف: "زيارة البابا إلى العراق تاريخية والاولى من نوعها وتأتي في سياق زمني استثنائي"، مؤكدا أن "زيارة البابا تأتي لتعزيز الامن والسلم المجتمعي وحوار الاديان".وتابع أن "البابا سيقيم قداسا بحضور رسمي وديني كبيرين وسط اجراءات صحية عالية".

وبحسب ما أعلن عنه الفاتيكان، فإن جدول أعمال البابا خلال أيام الزيارة الثلاثة سيكون كالتالي:

الجمعة 5 مارس: يصل البابا فرانسيس إلى العاصمة العراقية بغداد، قادمًا من مطار روما، حيث سيرحب به رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ويلتقي معه في اجتماع مغلق.

يحضر بعد ذلك حفل ترحيب رسمي في القصر الجمهوري حيث يلتقي الرئيس برهم صالح وعدد من الأساقفة والكهنة والخطباء والمدرسين في كنيسة سيدة الخلاص ببغداد.

السبت 6 مارس: يغادر البابا من العاصمة بغداد إلى النجف حيث يلتقي علي السيستاني، المرجع الشيعي الأعلى بالعراق.

ثم يغادر عقب الاجتماع من النجف إلى الناصرية في اجتماع بين الأديان في سهل أور

وأخيرًا يعود البابا في نهاية اليوم إلى بغداد لحضور مراسم القداس في كاتدرائية مار يوسف الكلدانية

الأحد 7 مارس: يغادر البابا مرة أخرى بغداد إلى أربيل، وهناك تستقبل السلطات المدنية والدينية للمنطقة المستقلة في كردستان العراق، الحبر الأعظم في زيارته الأولى.

ثم بعد ذلك يغادر أربيل إلى الموصل، ليحضر مراسم الصلاة لضحايا الحرب في حوش البيعة، ومن الموصل إلى قراقوش حيث يزور كنيسة الطاهرة.

ومن قراقوش، يتوجه البابا إلى أربيل مرة أخرى ليحضر البابا مراسم القداس في ملعب فرانسو الحريري، وفي نهاية اليوم يعود من أربيل إلى العاصمة بغداد مرة أخرى.

في صباح الاثنين 8 مارس: يحضر البابا حفل وداع، ومن ثم يذهب إلى مطار بغداد عائدا إلى روما.

وفي فيديو وجهه البابا للعراقيين قبل بدء زيارته، قال: "أيها الإخوة والأخوات في العراق، السلام لكم!..أخيرًا سأكون بينكم! أتوق إلى لقائكم ورؤية وجوهكم وزيارة أرضكم، مهد الحضارة القديمة والرائعة. آتي كحاج تائب لأطلب من الرب المغفرة والمصالحة بعد سنوات من الحرب والإرهاب، ولأطلب من الله العزاء للقلوب والشفاء للجراح. وأصل بينكم كحاج سلام لأكرر: "أَنتُم جَميعاً إِخوة". 

 

والعراق بلدا ذو أغلبية مسلمة، حيث يشكل المسلمين حوالي 97% من السكان سنة وشيعة، بينما تشكل الأديان الأخرى مثل المسيحيون والصابئة والأيزيديين حوالي 3%، كما تأثر وجودهم خلال السنوات الماضية منذ عام 2003 الذي شهد الهجوم الأمريكي، وحتى هجوم داعش الإرهابي على البلاد والفظائع التي قاموا بارتكابها ضد معتنقي جميع الديانات، واستهدافهم الكنائس والمواقع التاريخية في البلاد.